الإدارة المستدامة للغابات
قطع الغابات
للاستشعار عن بعد ميزة توفير بيانات عن مساحات كبيرة، وتبعاً لمنصة القمر الصناعى وجهاز الاستشعار، فان المنطقة التى يغطيها الجهاز يمكن أن يتراوح عرضها من 100 كيلو متر إلى مئات الكيلومترات. وطبعاً يكون هناك دائماً علاقة بين التفرقة المكانية وحجم مجال الرؤية لجهاز الاستشعار (أنظر هنا لمزيد من المعلومات).
وفى بعض الحالات تحتاج بيانات الاستشعار عن بعد معالجة قليلة جداً قبل استخراج المعلومات منها. ففى المثال الموضح هنا، يمكنك أن ترى مدى قطع الغابات فى البرازيل خلال اربع سنوات، من 2002 حتى 2006. فببساطة عند النظر إلى المرئيتين الأوليتين فان الفرق واضح جداً. ويمكن توضيح مدى قطع الغابات بطريقة تفصيلية أكثر إذا تم تصنيف المرئيتين للتعرف على غطاء الغابات فى كل منهما، ثم تحديد المناطق التى كانت تغطيها الغابات فى عام 2002 ولكنها غير موجودة فى عام 2006. ونتيجة هذه المقارنة موضحة فى المرئية السفلى.
ونظراً لأن الغابات والتربة الجرداء لها بصمات طيفية مختلفة تماماً، فانه من السهل جداً لعملية التصنيف التمييز بين الاثنين، حتى لو كانت مجالات قليلة جداً متوفرة للتصنيف. فالنباتات لها إنعكاس منخفض جداً فى الضوء المرئى، ما عدا مجال الضوء الأخضر الذى يكون أعلى قليلاً، ولها إنعكاس عال جداً فى مجال الأشعة تحت الحمراء القريبة. ومن ناحية أخرى فان إنعكاس التربة يزيد بانتظام مع الزيادة فى الأطوال الموجية، مكوناً خطاً يسمى خط التربة. وببساطه عند استخدام مجال الأشعة الحمراء (حيث يتسبب الكلوروفيل فى أن يكون انعكاس النباتات منخفض جداً) ومجال الأشعة تحت الحمراء القريبة (حيث خلايا النبات تزيد الانعكاس)، يكون من السهولة التمييز بين الغابات والتربة العارية.
إذن ما السبب فى أن قطع الغابات كثيف لهذه الدرجة فى البرازيل؟ إن السبب الرئيسى لقطع أشجار الغابات هو تحويل الأرض إلى أراضى قابلة للزراعة والمراعى أو حتى للاستخدام العمرانى. فالحاجة المتزايدة للغذاء والعوائد المرتفعة من الزراعة تشجع الاعمال الغير مشروعة بقطع الغابات حتى يمكن إستخدام المنطقة للزراعة.
وليست البرازيل هى المنطقة الوحيدة فى العالم التى يسير فيها قطع الأشجار بخطوات خطيرة. فالغابات الاستوائية قد قلت بدرجة كبيرة فى الصين وتايلاند وماليزيا والفلبين وسرى لانكا ونيجيريا وليبيريا وغانا ودول أخرى كثيرة قرب خط الاستواء للأرض.
فى مدغشقر قرب الساحل الجنوبى الغربى لأفريقيا، فان 95 % من غاباتها المطيرة الأصلية قد فقدت الآن. ونتيجة لذلك فان مدغشقر تعانى من التصحر وفقدان التربة مما أدى إلى مشاكل لموارد المياه نظراً لعدم وجود غابات تحافظ على المياه فى التربة. وتعتبر موارد الماء والغذاء الحالية غير كافية لمتطلبات السكان المتزايدين.